أ.د. ثروت حلمي كتب مقالا بعنوان "الأعاصير: عندما تثور السماء وتعلن غضبها"
المقدمة
لا شيء يقف في وجه جبروت الطبيعة عندما تقرر أن تطلق عنان قوتها، والأعاصير هي التجسيد الأعنف لهذا الغضب الكوني. بأعمدة دوارة من الرياح الهائجة، تمضي الأعاصير بلا رحمة، تدمر كل ما يعترض طريقها. من المشاهد المرعبة للغيوم المتلبدة إلى صوت الرياح العاتية الذي يسبق العاصفة، تحمل الأعاصير في طياتها خليطًا من الخوف والانبهار. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة مثيرة لاستكشاف هذه الظاهرة الطبيعية المدمرة: كيف تتشكل، أين تحدث، وكيف يمكن الاستعداد لمواجهتها.
تعريف الإعصار
الأعاصير تُعد من أقوى وأعنف الظواهر الطبيعية، وتبرز مدى سطوة الطبيعة وقدرتها على دك كل ما يقف في طريقها. هذه العواصف الجبارة، التي تنبع من أعماق المحيطات وتتحرك بسرعة هائلة نحو اليابسة، تترك خلفها مشهدًا من الخراب والدمار. في السنوات الأخيرة، شهد العالم تصاعدًا في قوة وتكرار الأعاصير، كنتيجة مباشرة للتغيرات المناخية التي جعلت المحيطات أكثر دفئًا، مما ساهم في تضخيم قوة الأعاصير وتعزيز قدرتها التدميرية بشكل غير مسبوق.


إعصار عادي يتشكل نتيجة حدوث عاصفة رعدية ورياح شديدة حيث تلتف الرياح على شكل دوامات هوائية عنيفة تدور حركة أفقية وعمودية للأعلى، وتسبب اقتلاع أسقف البيوت الخشبية والأشجار وتدمر المنازل وتتلف المحاصيل الزراعية.
كيف يتشكل الإعصار
درس العلماء ظاهرة الأعاصير لفترة طويلة واستخدموا حديثاً الأقمار الاصطناعية وأجهزة قياس متطورة لقياس سرعة الرياح وتوزع درجات الحرارة عبر الغلاف الجوي ونسبة الرطوبة والضغط الجوي وارتفاع الغيوم. عمود صغير القطر من الهواء الذي يدور بعنف يتطور داخل سحابة الحمل الحراري ويتصل بالأرض. تحدث الأعاصير في أغلب الأحيان بالاشتراك مع العواصف الرعدية خلال فصلي الربيع والصيف، وذلك في خطوط العرض الوسطى في كل من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي. يمكن لهذه الدوامات الجوية الملتفة أن تولد أقوى الرياح المعروفة على وجه الأرض. فقد تم قياس سرعات الرياح في حدود 500 كيلومتر (300 ميل) في الساعة في الأحداث المتطرفة. عندما تضرب رياح بهذه القوة منطقة مأهولة، فإنها يمكن أن تسبب دمارًا وخسائر فادحة في الأرواح، وذلك بشكل رئيسي من خلال الإصابات الناجمة عن الحطام المتطاير وانهيار الهياكل. ومع ذلك، فإن معظم الأعاصير هي أحداث ضعيفة نسبيًا تحدث في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة.
مراحل تشكل الإعصار
يتشكل الإعصار نتيجة حدوث عاصفة رعدية ورياح شديدة حيث تلتف الرياح على شكل دوامات هوائية عنيفة تدور حركة أفقية وعمودية للأعلى، وتسبب اقتلاع أسقف البيوت الخشبية والأشجار وتدمر المنازل وتتلف المحاصيل الزراعية. يقول العلماء إن الإعصار يتشكل بسبب عاصفة رعدية كبيرة تدعى Supercell بحيث يصعد الهواء الدافئ للأعلى بشدة ويشكل دوامة ويلتف بسبب سرعة الرياح التي يجب أن تكون أكثر من 119 كيلومتر في الساعة وبسبب الحركة المضطربة للرياح. ويتشكل الإعصار على مراحل متعددة. وهناك خمس مجالات للعواصف حسب سرعة الرياح:
- سرعة الرياح 119-153 كم / ساعة
- سرعة الرياح 154-177 كم / ساعة
- سرعة الرياح 178-209 كم / ساعة
- سرعة الرياح 210-249 كم / ساعة
- سرعة الرياح أكثر من 259 كم / ساعة

الإعصار ينتج في ظروف العاصفة الرعدية حيث تكون سرعة الرياح مناسبة لتشكل دوامة عملاقة وقد يترافق مع زخات من المطر والبرد وضربات من البرق أيضاً:
أشهر أماكن حدوث الإعصار
تحدث هذه الكارثة الطبيعية عادة في: كوبا، مدغشقر، تايوان، الولايات المتحدة، فيتنام، أستراليا، المكسيك، الصين، اليابان، الفلبين. أما الأحواض التي تتشكل فيها فهي:
- الأطلسي: يبدأ موسم الأعاصير في حوض المحيط الأطلسي في 1 يونيو وينتهي في 30 نوفمبر، وتتشكل الأعاصير في البحر الكاريبي وخليج المكسيك والمحيط الأطلسي، وتبدأ الفترة الأكثر نشاطًا في المحيط الأطلسي من منتصف أغسطس وحتى أواخر أكتوبر.
- شرق المحيط الهادئ: يبدأ موسم الأعاصير في شرق المحيط الهادئ في 15 مايو وينتهي في نوفمبر، الفترة الأكثر نشاطًا تحدث في أوائل سبتمبر أو أواخر أغسطس ويعد شرق المحيط الهادئ ثاني أكثر المناطق نشاطًا على وجه الأرض بالنسبة للأعاصير المدارية.
- البحر المتوسط: الأعاصير نادراً ما تحدث ولكنها ممكنة بسبب ارتفاع حرارة سطح البحر خلال التغيرات المناخية.
التنبؤ والكشف عن الأعاصير
سنتعرف أولاً كيف يتشكل الإعصار؟ وما هي العوامل الرئيسية التي تساعد في نشأته، ثم سنتحدث كيف يتم التنبؤ به.
شروط تشكل عاصفة رعدية مناسبة لنشأة الأعاصير
تحدث الظروف التي تؤدي عادة إلى تطور العواصف الرعدية على طول الجانب الدافئ من الخط الحدودي أو الجبهة، الذي يفصل الهواء البارد الجاف عن الهواء الدافئ الرطب. يتم تقريب درجة عدم الاستقرار الموجودة في الغلاف الجوي من خلال التناقضات في درجة الحرارة والرطوبة عبر الحدود الأمامية التي تقسم كتلتي الهواء. لكي تولد العاصفة الإعصار، يجب أن تتوافر عوامل أخرى. وأهمها هو انحراف اتجاه الرياح، أي تحول تدريجي للرياح باتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي وعكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي، مع زيادة الارتفاع على المستويات المنخفضة والمتوسطة، إلى جانب الرياح القوية على المستويات المرتفعة.
التنبؤ بحدوث الإعصار
لقد تعلم خبراء الأرصاد الجوية مراقبة ملف الرياح بعناية في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار، وتقدير كيفية تطور درجات الحرارة والرياح على مدار اليوم، بينما يتتبعون في الوقت نفسه حركة وشدة التيار النفاث. وبمساعدة أنظمة المراقبة الحديثة، مثل الرادارات ذات التوجيه العمودي وأنظمة التصوير على الأقمار الصناعية التي يمكنها قياس تدفق بخار الماء عبر الغلاف الجوي للأرض، يمكن للمتنبئين عادةً تحديد الأماكن التي ستكون الظروف مواتية لتكوين الإعصار من يوم إلى آخر، سبع ساعات مقدماً. يتم نقل هذه المعلومات إلى الجمهور كساعة إعصار. يتم إصدار تحذير من الإعصار عندما يتم رصد إعصار إما بصريًا أو على رادار الطقس.
تعتبر الأعاصير المدارية (tropical cyclone) أضخم الأعاصير على الاطلاق حيث تتولد فوق مياه المحيطات الدافئة الواقعة حول خط الاستواء بين مداري الجدي والسرطان. وينتج عن ارتفاع الهواء الساخن المشبع ببخار الماء فوق تلك المناطق تنشأ منطقة واسعة من الضغط المنخفض. وعند اندفاع الهواء البارد القادم من المناطق القطبية فإنه يبدأ بالدوران حول الهواء الساخن بعكس اتجاه عقارب الساعة في النصف الشمالي من الأرض ومع اتجاه عقارب الساعة في النصف الجنوبي وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها. ويعمل الهواء البارد الذي يدور حول الهواء الساخن الرطب على ضغط أو عصر الأخير دافعا إياه إلى طبقات الجو العليا الباردة فيتكثف مكونا الغيوم والأمطار بكميات ضخمة. وتعمل الطاقة الحرارية الكامنة التي يطلقها البخار المتكثف على مزيد من التسخين للهواء في عين الإعصار فيزداد تدفقه إلى الأعلى وبالتالي مزيد من تدفق الهواء البارد الدوار الذي تزداد سرعته الدورانية وبالتالي تزداد شدة الإعصار. ويتحرك الإعصار بسرعات بطئية نسبيا لا تتجاوز الثلاثين كيلومتر في الساعة باتجاه الشمال الشرقي في النصف الشمالي وباتجاه الجنوب الشرقي في النصف الجنوبي. ويبلغ قطر عين الإعصار المداري عدة كيلومترات أما دائرة نشاطه من حركة الرياح وتكون السحب فقد يمتد قطرها إلى مئات الكيلومترات وربما الآلاف. وتتلبد في سماء الإعصار غيوم كثيفة يهطل منها كميات كبيرة من الأمطار المصحوبة بالبرق والرعد ويرافقها رياح عاتية قد تصل سرعتها إلى ما يزيد عن ثلاثمائة كيلومتر في الساعة. ويتحرك الإعصار مسافات طويلة قد تصل عدة الآف من الكيلومترات في مدة قد تصل عدة أسابيع بعدها يتلاشى عند سيره فوق المناطق البرية بسبب الاحتكاك مع تضاريس الأرض. ويطلق اسم التايفون (Typhoon) على الأعاصير المدارية المتكونة في المحيط الهاديء والتي تضرب مناطق جنوب شرق أسيا واسم الهيروكين (Hurrican) لتلك المتكونة في المحيط الأطلسي وتضرب أمريكا الشمالية واسم السايكلون(Cyclone) لتلك المتكونة في المحيط الهندي وبحر العرب وتضرب الهند وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية.
أمثلة علي الأعاصير
- إعصار هيلين: في سبتمبر 2024، ضرب إعصار “هيلين” الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، مخلفًا دمارًا هائلًا وأضرارًا بشرية ومادية فادحة. وصلت سرعة رياح هيلين إلى حوالي 250 كيلومترًا في الساعة، مما جعله إعصارًا من الفئة الرابعة. وكان تأثيره مروعًا على ست ولايات، حيث أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وتسبب في خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات. وعلى الرغم من الاستعدادات والتحذيرات المبكرة، فإن حجم الدمار كان غير مسبوق، حيث اجتاحت الفيضانات المناطق الساحلية ودمرت المنازل والبنية التحتية.
- إعصار ميلتون: بعد أقل من أسبوعين من إعصار “هيلين”، ظهرت سحابة أخرى في الأفق، وسرعان ما تحولت إلى إعصار جديد وأكثر شراسة. إعصار “ميلتون”، الذي نشأ في المحيط الأطلسي يوم 7 أكتوبر 2024، تحول إلى إعصار من الدرجة الخامسة في أقل من 24 ساعة، محققًا رقماً قياسياً كأسرع تحول إعصاري في تاريخ الأرصاد في المحيط الأطلسي. سرعة رياح ميلتون بلغت 270 كيلومترًا في الساعة، وهو ما جعله أحد أقوى الأعاصير التي تهدد الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. اتجهت العاصفة نحو السواحل الغربية لولاية فلوريدا، حيث تعيش ملايين السكان في مدن مثل تامبا وسانت بيترسبرغ وكليرووتر. وأصبحت السلطات الأمريكية في حالة استنفار كامل، حيث أصدر حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، أوامر بإجلاء مليون شخص من المناطق المهددة، ونشر آلاف الجنود من الحرس الوطني للتعامل مع آثار الكارثة المتوقعة




تكوين اعصار ميلتون
إعصار النار
إعصار النار “Fire Tornado”، وكيف جاء الوصف القرآني مطابقاً للحقيقة العلمية، وأن العلماء يعترفون بأن هذا النوع من الأعاصير لم يكن معروفاً حتى قبل سنوات قليلة. ولكن في القرن الحادي والعشرين وتحديداً في أواخر عام 2013 تمكّن العلماء باستخدام الأقمار الاصطناعية والرادار ومختبرات الأبحاث المحمولة على المناطيد، من تصوير وتحليل ودراسة هذا النوع من الأعاصير نادرة الحدوث، وتبين بالفعل أن التعبير القرآني “إعصار فيه نار” أكثر دقة من المصطلح العلمي “إعصار النار” Fire Tornado.
تركيب إعصار النار من الناحية الفيزيائية كما كشفه العلماء حديثاً لنثبت دقة التعبير القرآني حيث عبر القرآن عن هذا الإعصار بقوله تعالى: (إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ) ولم يقل مثلاً إعصار له نار، أو إعصار من النار…


إعصار النار “Fire Tornado”
حقيقة علمية
عرضت للمرة الأولى في أواخر عام 2013 حيث صرح العلماء بأن هذا النوع من الأعاصير لم يكن معروفاً من قبل وأول توثيق علمي له كان عام 2003 ولم تتضح الرؤيا أمام العلماء إلا في عام 2013 حيث استخدم العلماء التكنولوجيا الحديثة لدراسة هذه الظاهرة المرعبة … وإعصار النار جاءت في القرن السابع الميلادي في كتاب الله تبارك وتعالى، أي قبل 14 قرناً من توثيق العلماء لهذا الإعصار… وهذا يثبت السبق العلمي للقرآن الكريم في هذا المجال. لان جميع الأبحاث العلمية لم تتحدث إعصار النار الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ولم يشاهده أحد من قبل. فالإعصار غالباً ما يحدث في بيئة باردة نسبياً ويترافق مع العواصف الرعدية والأمطار والرياح الشديدة ولا مكان في هذه البيئة للنار. ولكن قبل ثلاث سنوات وتحديداً في عام 2010 رأى العالم إعصاراً من نوع غريب يضرب غابات البرازيل، ولكن لم يكن المشهد ملفتاً للانتباه كثيراً حتى جاء إعصار أستراليا عام 2012 ليحرق إحدى الغابات ويسبب خسائر بملايين الدولارات، حيث تم تصويره وتحليله ودراسته من قبل العلماء وأظهر شريط الفيديو قوة الإعصار الحارقة حيث التهم مساحات كبيرة من الأشجار خلال زمن قصير جداً.
لقد لفت هذا النوع من الأعاصير انتباه العلماء حديثاً بسبب قوته التدميرية، وتكرار حدوثه في العديد من مناطق الغابات في أستراليا وأمريكا، ولذلك قام العلماء حديثاً بدراسة تحليلية دقيقة لمعرفة أسباب هذه الأعاصير لتجنب حدوثها… والعجيب أن نتائج هذه الدراسة جاءت مطابقة للنص القرآني.
الآلية الهندسية لتشكل إعصار النار
الذي يميز إعصار النار عن غيره وجود النار بداخله مما يضاعف من قوته التدميرية، حيث يتميز هذا الإعصار بقدرته على إتلاف المحاصيل والممتلكات بالإضافة لإحراق الغابات والبيوت. وعلى الرغم من تكرار حدوث هذا الإعصار في السنوات القليلة الماضية إلا أنه لم تتم دراسته دراسة كافية أو معرفة الأسباب الحقيقية لنشوئه، ولكن يربط العلماء هذا الإعصار بوجود حرائق غابات واقتراب إعصار منها مما يؤدي لتشكل نواة من اللهب تدور بحركة أفقية وحركة عمودية للأعلى.
حسب موقع ناشيونال جيوغرافيك فإن إعصار النار يحدث عندما ترتفع درجة الحرارة ويكون لدينا دوامات هوائية مضطربة. ويتكون إعصار النار من جزء أساسي هو النواة النارية وجزء غير مرئي هو الدوامة الهوائية المحيطة بالنواة مهمته تغذية المركز بالأكسجين.
ويحدث إعصار النار مرة واحدة في السنة في الولايات المتحدة. ويبلغ قطر نواة إعصار النار النموذجي أقل من متر وطوله بحدود 30 متراً وفي حالة الأعاصير القوية يبلغ قطر نواة النار أكثر من عشرة أمتار ويمتد لأكثر من 300 متر عالياً.
أما الأعاصير أو الزوابع الغباري (dust whirl or dust devil)
تتكون في الغالب فوق التضاريس المستوية والقاحلة كالصحارى والسهول والطرق المعبدة حيث يندفع جيب من الهواء الساخن الملامس لسطح الأرض بشكل مفاجيء إلى الأعلى فيتشكل مكانها منطقة صغيرة ذات ضغط منخفض. وعندما يندفع الهواء البارد من المناطق المحيطة إلى عين الزوبعة يبدأ بالدوران حول عمود الهواء الساخن ليكون الدوامة الهوائية التي يمكن رؤيتها إذا ما توفرت كميات كافية من الغبار والأتربة والمخلفات النباتية اليابسة. ويتراوح قطر الزوبعة الغبارية بين عشرات السنتيمترات والمائة متر وارتفاعها إلى عدة مئات من الأمتار بينما لا تتجاوز سرعة الرياح فيها المائة كيلومتر في الساعة. وتتراوح مدة مكوث الزوابع الغبارية بين عدة ثواني وعشرات الدقائق تقطع خلالها مسافات تبعل لعمرها وسرعة تحركها. وتلعب الزوابع الغبارية دورا كبيرا في نقل الغبار من الصحاري إلى الجو ليعمل على تكون قطرات الماء في الغيوم وزيادة الأتربة في المناطق الفقيرة بالأتربة كالجبال والتلال.

أسباب تمنع الأعاصير من الوصول الي مصر
- هناك أكثر من سبب يمنع إعصار ميلتون أو أي إعصار آخر من الوصول إلى مصر أو دول حوض البحر المتوسط، وهي متمثلة في كلا من:
- الأعاصير لا تحدث في البحار بل تحدث بالمحيطات فقط، إذ أن المسطحات المائية الواسعة هي التي تغذي الأعاصير وتزيد من قوتها، وتعرف علميًا بالفئة التي تحدد درجة الإعصار، ومصر ودول حوض البحر المتوسط آمنة تمامًا.
- اختلاف التوزيعات الضغطية، المسببة للأعاصير على أسطح المحيطات، عن التوزيعات الضغطية على أسطح البحار.
مواجهة الخطر: كيف نستعد للأعاصير القادمة؟
تجربة الأعاصير القوية مثل “هيلين” و"ميلتون" تبرز الحاجة إلى تحسين الاستعدادات لمواجهة الكوارث الطبيعية. فالأعاصير تتطلب استجابات سريعة ومنظمة لضمان حماية الأرواح وتقليل الأضرار. ويشمل ذلك تحسين نظم الإنذار المبكر، وتطوير بنية تحتية مقاومة للرياح القوية والفيضانات، وتوفير خطط إجلاء فعالة للسكان في المناطق المهددة.
إلى جانب ذلك، يجب أن يكون هناك التزام دولي أكثر قوة في مواجهة التغيرات المناخية. العالم بحاجة إلى تقليل الانبعاثات الحرارية والانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة، للحد من تأثير الاحتباس الحراري على مناخ الأرض وتقليل تواتر الأعاصير وشدتها.
السلامة أثناء الإعصار
وتنجم المخاطر الرئيسية عن الرياح العاتية للغاية والحطام المتطاير. على الرغم من أن الأبنية الجيدة يمكن أن تقلل من الأضرار التي تلحق بالهياكل الموجودة على سطح المنزل، لكنها لا يمكنها رد الأذى بشكل كبير. وبالتالي، تم العمل على إنقاذ أكبر عدد من الأرواح. يتطلب النجاة من الإعصار فهمًا للمخاطر وبعض الاستعدادات:
- الخطوة الأكثر أهمية هي الاحتماء. وينصح الناس بعدم إضاعة الوقت في فتح النوافذ لتقليل الضغط في المنزل. إنها أسطورة أن تغيرات الضغط المفاجئة المرتبطة بالأعاصير تتسبب في انفجار الهياكل. ومن المرجح أن يؤدي الحطام المتطاير إلى كسر النوافذ قبل أن يضرب الإعصار على أي حال.
- يمكن العثور على أفضل حماية في المنزل تحت طاولة متينة أو طاولة عمل في الطابق السفلي. في المنازل التي لا تحتوي على أقبية، يوصى بالاحتماء في غرفة داخلية صغيرة مثل الخزانة أو الحمام، ويفضل أن تكون ذات جدران سميكة وبدون نوافذ.
- يمكن استخدام المرتبة كغطاء إضافي، كما يمكن للبطانية الثقيلة أن تحمي من الغبار. ومن المستحسن أن يقوم الأشخاص أيضًا بحماية رؤوسهم ورقبتهم بأذرعهم. وينصح الناس بشدة بتجنب النوافذ في جميع الحالات، لأن الزجاج المتطاير يمكن أن يسبب جروحًا خطيرة.
- المنازل المتنقلة — حتى تلك التي تحتوي على مراسي أو أربطة — لا توفر مأوى حتى من الأعاصير الضعيفة جدًا. عند أول إشارة إلى نشاط إعصار محتمل، يُنصح سكان المنازل المتنقلة بالبحث عن مأوى في المباني القوية. إذا لم يتوفر مثل هذا المبنى، فمن الأفضل الاحتماء في خندق أو مجرى مائي بدلاً من البقاء في المنزل.
- إذا علقت في العراء في ظروف الإعصار، فمن المستحسن البقاء منخفضًا على الأرض، (ويفضل في خندق أو مجرى مائي) والتمسك بجسم قوي مثل جذع شجرة. ويكمن الخطر الرئيسي في السقوط على الأرض بسبب الرياح العاتية، والتي يمكن أن تضرب الشخص حتى الموت.
- يُنصح بالتخلي عن السيارات عند اقتراب الإعصار والبحث عن مأوى في الخندق. حدثت العديد من الوفيات المرتبطة بالإعصار في الاختناقات المرورية، مثل تلك المرتبطة بإعصار 10 أبريل 1979 في ويتشيتا فولز، تكساس.
خاتمة: الطبيعة تحذرنا
الأعاصير مثل “هيلين” و"ميلتون" هي تذكير صارخ بقدرة الطبيعة على التدمير. وبينما تستمر التغيرات المناخية في تغيير ملامح العالم، فإن هذه الكوارث قد تصبح أكثر شيوعًا وخطورة. لذا، من الضروري أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات، وأن نعمل معًا لحماية أنفسنا وكوكبنا من هذه الكوارث الطبيعية التي لا تعرف الرحمة.
مصر ودول حوض البحر المتوسط آمنة تمامًا من أي تأثير أو امتداد لأعصار ميلتون، الذي سبب الكثير من الكوارث الطبيعية في ولاية فلوريدا الأمريكية، وهو أحد الأعاصير المصنفة من الفئة الخامسة وفقًا لمقياس سفير- سيمبسون، ووصلت سرعته حتى الآن لأكثر من 250 كيلومترًا في الساعة، ، مما يهدد الولاية بكارثة كبيرة.
أ.د. ثروت حلمي
أستاذ الاستكشاف الجيوفيزيائي - قسم الجيولوجيا كلية العلوم - جامعة الأزهر