قسم جيولوجيا كلية العلوم جامعة الأزهر بالقاهرة يهدف إلى تقديم تعليم متميز في مجال الجيولوجيا. يسعى القسم لتزويد الطلاب بالمعارف والمفاهيم والمهارات العلمية والعامة التي تمكنهم من البحث العلمي والمشاركة في تطوير المجتمع وحماية البيئة.

الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة الأزهر يهدف إلى تقديم تعليم متميز في مجال الجيولوجيا. يسعى القسم إلى تزويد الطلاب بالمعارف والمفاهيم والمهارات العلمية والعامة التي تمكنهم من البحث العلمي والمشاركة في تطوير المجتمع وحماية البيئة.

قسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة الأزهر يهدف إلى تقديم تعليم متميز وشامل في مجال الجيولوجيا. يسعى القسم إلى تزويد الطلاب بالمعارف والمفاهيم العلمية الأساسية والمتقدمة، بالإضافة إلى المهارات العملية والعامة التي تمكنهم من التفوق في البحث العلمي والمشاركة الفعالة في تطوير المجتمع. كما يركز القسم على إعداد كوادر مؤهلة تسهم في حماية البيئة واستدامتها، وتشجيع الابتكار والتميز الأكاديمي من خلال برامج تعليمية متكاملة ومشاريع بحثية متقدمة.

يهدف الجيو بكلية العلوم في جامعة الأزهر إلى تقديم تعليم متميز وشامل في مجال الجيولوجيا. يسعى القسم إلى تزويد الطلاب بالمعارف العميقة والمفاهيم المتقدمة والمهارات العلمية الضرورية، بالإضافة إلى المهارات العامة التي تمكنهم من القيام بالبحث العلمي بفعالية. كما يهدف إلى إعداد الطلاب للمشاركة الفعالة في تطوير المجتمع وحماية البيئة من خلال تطبيق المعرفة الجيولوجية في مواجهة التحديات البيئية والتنموية.

قسم الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة الأزهر يهدف إلى تقديم تعليم متميز في مجال الجيولوجيا. يسعى القسم لتزويد الطلاب بالمعارف والمفاهيم والمهارات العلمية والشاملة، مما يؤهلهم لإجراء البحوث العلمية والمشاركة الفعالة في تطوير المجتمع وحماية البيئة. يحرص القسم على تهيئة بيئة تعليمية مبدعة تساهم في تنمية القدرات الإبداعية والفكرية للطلاب، وتشجعهم على الابتكار والإسهام في حل المشكلات البيئية والتحديات العلمية.

ا.د. عبدالجليل هويدي كتب مقالا بعنوان "الأرض معجزة الخالق ومسكن الخلائق"

الأرض أحد كواكب المجموعة الشمسية التى تتكون من نجم الشمس وثمانية كواكب تدور حولها وعدد كبير من الأقمار التى تدور حول تلك الكواكب. وتدور الأرض فى المدار الثالث حول الشمس، وهى فى مدارها هذا تقع فى موقع يجعل درجة الحرارة على سطحها صالحة لوجود الماء فى الحالة السائلة وهو المتطلب الرئيسى لوجود الحياة عليها ممثلة بكل أشكال الحياة من الأميبا إلى الإنسان ومن النباتات إلى الحيوانات والتى لاتوجد على أى كوكب آخر فى الكون نعرفه. كما زودت الأرض بمجال مغناطيسى يجذب كل ماحول الأرض من أغلفة هوائية ومائية وحيوية إلى سطحها وبدونه لم يكن ممكنا أن توجد على الأرض حياة لأنها لاتجد ماتحتاجه من أكسيجين ولاماتحتاجه من ماء. وقد نفهم هذا التميز للأرض فى موقعها من الشمس وحجمها المثالى الذى لو كانت أصغر حجما وأقرب للشمس لكانت عبارة عن جرم شديد الحرارة قليل الجاذبية أو منعدمها تستحيل عليه الحياة، ولو كانت أكبر حجما وأبعد عن الشمس لكانت كرة من الثلج على سطحها جاذبية شديدة تجذب الأجسام إليها بشدة ويستحيل الحياة عليها أيضا.

كل هذه الإعجازات التى تتميز بها الأرض وغيرها الكثير يجعلنا نفهم لماذا ورد لفظ الأرض ومشتقاته 461 مرة فى القرآن الكريم، وهو ما دفعنا لإصدار ثلاثة كتب عناوينها (الأرض بين القرآن والعلم) و (المختصر فى تاريخ كوكب الأرض) و (رسائل من الأرض) خلال السنة الأخيرة عن طريق دار أكوان للنشر والترجمة والتوزيع، حاولنا فيها أن نبين جوانب الإعجاز فى خلق الأرض وماعليها من حياة وماء وهواء وغيرها مع النظر فى كيف خلقت ومتى خلقت. وقد احتوى الكتاب الأخير (رسائل من الأرض) على عشر رسائل (فصول) تناقش كل رسالة منها أحد مكونات الأرض كما وردت فى آيات القرآن الكريم وأيضا الفهم العلمى الحديث لها. فالرسالة الأولى تناقش سمات كوكب الأرض والتغير المناخى عبر تاريخها وماترتب عليه من تطور للحياة عليها أو انقراضها بشكل شبه كلى لمرات عديدة، أما الرسالة الثانية فتناقش الجبال وتناقش الرسالة الثالثة الماء فى المحيطات والبحار والأنهار وتناقش الرسالة الرابعة الزلازل وأثرها على الأرض، وتناقش الرسالة الخامسة الرياح، وتناقش الرسالة السادسة السماء والسماوات، وتناقش الرسالة السابعة الحفريات وأهميتها، وتناقش الرسالة الثامنة المجال المغناطيسى للأرض، وتناقش الرسالة التاسعة الغلاف الحيوى والتنوع البيولوجى، وتناقش الرسالة العاشرة المحميات الطبيعية والسياحة الجيولوجية. ونعرض فى هذا المقال عرضا موجزا للرسالة الأولى من كتاب رسائل من الأرض وعنوانها (الأرض والتغير المناخى عبر تاريخها).

فالأرض إحدى كواكب المجموعة الشمسية الثمانية وإحدى الكواكب الأربعة الداخلية أى الأقرب للشمس أو الأرضية (التى تشبه الأرض) وهى على الترتيب بعدا عن الشمس: عطارد والزهرة والأرض والمريخ، بينما توجد أربع كواكب خارجية أو غازية وهى زحل والمشترى وأورانوس ونبتون، شكل (1).

شكل (1): المجموعة الشمسية

والأرض هى الكوكب الوحيد المعروف الآن أنه تعيش عليه حياة متطورة مؤكدة نظرا لوجود كميات ضخمة من الماء السائل على سطحها، والذى يغطى حوالى 70.8% من مساحة سطح الأرض، ولذا أطلق عليه الكوكب الأزرق، بينما تمثل اليابسة حوالى.2 29% من مساحة سطح الأرض والتى تتجمع غالبا فى نصف الكرة شمال خط الاستواء وتكون فى معظمها رطبة ولذا فإنها تتغطى بغطاء نباتى، بينما تتغطى الأقطاب بالجليد الذى يحتفظ بكميات من المياه أكبر من تلك التى توجد تحت السطح وفى البحيرات والأنهار مجتمعة. ويمثل الماء المالح 97.5% من الماء الأرضى بينما يمثل الماء العذب 2.5% من هذا الماء وتحتوى المحيطات 96.5% من الماء المالح بينما يوجد 0.9% من الماء المالح الأرضى خارج المحيطات. وتحتوى المثالج وغيرها من الغطاءات المتجمدة 68.7% من ماء الأرض العذب بينما يمثل الماء العذب التحت سطحى 30.1% من هذا الماء ويوجد حوالى 1.2% من هذا الماء فى مجارى مائية سطحية، وتوجد تلك المياه السطحية الجارية فى مثالج وتربة جليدية بنسبة 68.7% أو فى بحيرات بنسبة 20.9% أو كرطوبة فى التربة بنسبة 3.8% أو فى مستنقعات وأهوار بنسبة 2.6% او فى أنهار بنسبة 0.49% أو كمكون للكائنات الحية 0.26% أو فى الغلاف الجوى بنسبة 3.0%، شكل (2).

شكل (2): توزيع خطى للماء الأرضى

وتتكون القشرة الأرضية من سبعة ألواح تكتونية رئيسية (وهى الألواح التى تزيد مساحة كل منها عن 20 مليون كم2) وهى اللوح الأفريقي واللوح الأنتاركتيكى واللوح الأوراسى واللوح الهندى-الأسترالى ولوح أمريكا الشمالية ولوح المحيط الهادى ولوح أمريكا الجنوبية، هذا بالإضافة لعدد من الألواح الأصغر حجما ويتراوح حجمها بين 20 مليون كم2 ومليون كم2، شكل (3). وتتحرك تلك الألواح ببطء متقاربة أو متباعدة أو متوازية مما يؤدى لتكوين سلاسل جبلية وحدوث نشاط بركانى وزلزالى على سطح الأرض.

شكل (3): ألواح القشرة الأرضية

وتنقسم الأرض من مركزها حتى سطحها بناء على الخواص الكيميائية والفيزيائية إلى سبع طبقات هى اللب الداخلى واللب الخارجى والأسثينوسفير والوشاح السفلى والوشاح العلوى والقشرة والغلاف الصخرى، شكل (4).

شكل (4): التركيب الداخلى للأرض

ويتكون الغلاف الهوائى للأرض أساسا من النيتروجين والأكسيجين. ويحتوى هذا الغلاف الهوائى على 78.048% من حجمه نيتروجين و 20.946% أكسيجين و 0.9340% أرجون، وأما النسبة الباقية وهى 0.04338% فتمثل الغازات الشحيحة وتشمل ثانى أكسيد الكربون (CO2) والهيدروجين ((H2 والنيون (Ne) والهيليوم (He) والميثان ((CH4 والكريبتون (Kr). وينقسم الغلاف الهوائى للأرض إلى خمس طبقات رئيسية هى من الداخل إلى الخارج:

  1. التروبوسفير Troposphere وتمتد بين 0 و 12 كم ارتفاعا عن سطح الأرض.
  2. الاستراتوسفير Stratosphere وتمتد بين 12 و 50 كم ارتفاعا عن سطح الأرض، وتحتوى على طبقة الأوزون بين 15 إلى 35 كم.
  3. الميزوسفير Mesosphere وتمتد بين 50 و 80 كم ارتفاعا عن سطح الأرض.
  4. الثيرموسفير Thermosphere وتمتد بين 80 و 700 كم ارتفاعا عن سطح الأرض.
  5. الاكسوسفير Exosphere وتمتد بين 700 و 10000 كم ارتفاعا عن سطح الأرض. وهى الطبقة الخارجية من الغلاف الجوى للأرض، شكل (5).

شكل (5): طبقات الغلاف الهوائى للأرض

والأرض بيضية أو قطع ناقص (إهليجية) الشكل، يبلغ طول محيطها حوالى 40000 كم، بينما يبلغ نصف قطر الأرض عند خط الاستواء 6378 كم وعند القطبين 6357 كم بفارق 21 كم. وهى أكثر كواكب المجموعة الشمسية كثافة، وأكبر الكواكب الأربعة الأرضية حجما وصلادة massive. ويقطع الضوء ثمان دقائق ليصل من الشمس إلى الأرض.

وتدور الأرض فى المدار الثالث حول الشمس بعد عطارد والزهرة وتقطع ذلك المدار كاملا فى سنة أرضية طولها حوالى 365.25 يوما. وتكمل الأرض دورة كاملة حول محورها فى يوم أرضى تقريبا أى حوالى 23 ساعة و56 دقيقة. ويميل محور دوران الأرض عن المحور العمودى بزاوية قدرها 23˚ وهو مايؤدى لحدوث الفصول الأربعة على الأرض، شكل (6).

شكل )6): محور دوران الأرض

ويدور حول الأرض قمر طبيعى واحد، على بعد 380000 كم. ويواجه القمر الأرض بوجه واحد دائما، ويؤدى وجود القمر لحدوث المد والجزر على الأرض، كما يبطىء من سرعة دوران الأرض حول محورها، شكل )7). أما الشمس فتدور حول نفسها دورة كاملة فى 27 يوما أرضيا، أما القمر فيدور حول الأرض فى شهر قمرى طوله حوالى 28 يوما أرضيا، كما يدور حول نفسه فى نفس المدة.

شكل (7): العلاقة بين الشمس والأرض والقمر.

وقد تكونت الأرض قبل 4540 مليون سنة مضت. وخلال البليون سنة الأولى من عمر الأرض تكونت المحيطات وعندئذ نشأت وتطورت الحياة فيها. وقد انتشرت الحياة فى مختلف محيطات وبحار الأرض وبدأت فى التأثير على الغلاف الجوى وأيضا على سطح الأرض، مما أدى لحدوث كارثة الأكسيجين وانقراض ما كان فى محيطات الأرض من حياة قتلها الأكسيجين قبل أكثر من 2400 مليون سنة. بينما ظهر البشر قبل 300000 سنة مضت والذين وصل تعدادهم على الأرض الآن ما يربو على 8 بليون نسمة. ويعتمد البشر فى بقائهم على الأرض الآن على الغلاف الحيوى للأرض ومواردها الطبيعية، إلا أن لهم تأثيرا متزايدا على بيئة الأرض. ومن الواضح فى الوقت الحالى، أن تأثير البشر على مناخ الأرض وتربتها ومياهها ونظمها البيئية غير مستدام. مما يهدد حياة البشر كما يسبب انقراضا واسعا لباقى أشكال الحياة. وينقسم تاريخ الأرض إلى أربعة أقسام يطلق على كل منها مصطلح دهر وهى من الأقدم للأحدث: الهاديان (اللاحياة) والأركى (الحياة السحيقة) والبروتيروزوى (الحياة الابتدائية) والفانيروزوى (الحياة الظاهرة)، شكل (8).

شكل (8): تاريخ الأرض وتطور الحياة عليها

التغير المناخى عبر تاريخ الأرض

بدأ الغلاف الهوائى للأرض ببخار صخرى عندما كانت درجة حرارة سطح الأرض 4000˚م عند بدأ تكون الأرض، تحول إلى غلاف مكون من 49% من ثانى أكسيد الكربون و31% من بخار الماء و 7% لكل من النيتروجين والهيدروجين و 3% من الأمونيا و 2.4% هيليوم و 0.84% من الميثان عند 4500 مليون سنة، شكل (9).

شكل (9): شكل الأرض بعد قليل من نشأتها وانصهارها

وعند 4000 مليون سنة من الآن كان قد تكون للأرض غلاف صخرى وغلاف مائى وغلاف هوائى ويعتقد أنه قد بدأ تكوّن الغلاف الحيوى للأرض فى ذلك الوقت. هذه الأغلفة كانت مختلفة تمام الاختلاف عن مثيلاتها الحالية. وكما هى القاعدة الأساسية فى عمل الأرض أنها فى حالة تغير دائم، فقد أخذت تلك الأغلفة فى التغير عبر ميكانيكيات ثابتة لتصل إلى شكلها الحالى الذى هو حلقة فى سلسلة متصلة من حلقات التغير. فقد عملت ميكانيكية تكتونية الألواح على تغيير الغلاف الصخرى للأرض. حيث تتكون القشرة الأرضية من عدد من الألواح المتحركة باستمرار ببطء شديد ولكن بدأب دائم تقاربا أو تباعدا أو توازيا ليزيد سمك ومساحة تلك الألواح عبر الزمن. ونتيجة لحركة الألواح التكتونية تلك فقد تجمعت كل كتل اليابسة على الأرض فى قارة واحدة عملاقة أطلق عليها البانجيا أو أم القارات فى نهاية العصر البرمى قبل 252 مليون سنة مضت.

وبالطبع، فإن هذه الميكانيكية تؤدى إلى تغيرات مهمة فى مناخ الأرض، حيث يحجب الرماد المنبعث من البراكين أشعة الشمس، وبالتالى توقف عملية البناء الضوئى وتقطع السلاسل الغذائية فى الأحياء. كما تنبعث الكثير من أكاسيد الكبريت التى تتسبب فى الأمطار الحامضية التى تقتل الكثير من الأحياء، ويؤدى انبعاث الكثير من ثانى أكسيد الكربون من البراكين لاحترار الأرض وذوبان الجليد وارتفاع منسوب سطح البحر. والنموذج الحى الآن هو بركان لابالما فى جزر الكنارى الأسبانية.

أما الغلاف الهوائى فقد عملت ميكانيكية التمثيل الضوئى على تغيير تركيبه الكيميائى من خلال سحب ثانى أكسيد الكربون وإضافة الأكسيجين. وبالطبع، فإن الحياة القادرة على القيام بالتمثيل الضوئى فى الوقت المبكر من تاريخ الأرض كانت من السيانوبكتريا (الطحالب الأولية). وكما نعلم فإن التوسع فى الغطاء النباتى للأرض وإنتاج المزيد من الأكسيجين يؤدى لتحسن بيئة الأرض، بينما يؤدى نقص الغطاء النباتى وانبعاث المزيد من غازات الدفيئة بشكل طبيعى خاصة من النشاط البركانى أو بشكل صناعى كالنشاط البشرى يؤثر تأثيرا بالغا على مناخ الأرض. ويقدم شكل (10) مراحل تغير الغلاف الهوائى للأرض عبر تاريخها ممثلا بخمسة مراحل: فى المرحلة الأولى (3.85-2.45 مليار سنة مضت) انعدم الاكسيجين الحر فى الغلاف الهوائى للأرض. أما فى المرحلة الثانية (2.45-1.85 مليار سنة مضت) أنتج الأكسيجين ووصلت نسبته 0.02-0.04 ضغط جوى، ولكن امتصته مياه المحيطات وصخور طبقة قاعها. أما المرحلة الثالثة (0.85-0.85 مليار سنة مضت) فقد تبخر الأكسيجين من سطح المحيط ولكن امتصه سطح الأرض، وبالتالى لم يحدث تغيير يذكر فى مستوى الأكسيجين. أما فى المرحلتين الرابعة والخامسة (0.85 مليار سنة مضت وحتى الآن) فقد امتلأت خزانات الأكسيجين فى البحار والمحيطات ثم تجمع الأكسيجين فى الغلاف الهوائى للأرض.

شكل (10): تطور نسبة الأكسيجين فى الغلاف الهوائى للأرض

أما الغلاف المائى للأرض والذى تكوّن قبل 4000 مليون سنة مضت من عمر الأرض، فقد كان يغطى كل سطح الأرض محيط كبير يملؤه الماء، وتكاد لاتوجد أرض يابسة. ومع تقدم الزمن وتزايد تكتونية الألواح زادت مساحة اليابس وعملت ميكانيكية دورة الماء فى الطبيعة على تحويل الماء العذب لمالح ولعبت تكتونية الألواح دورا رئيسيا فى استمرار جريان الأنهار بجعل منسوب منبع النهر أعلى من مصبه. وفى تلك الفترة قبل 4000 مليون سنة مضت كانت درجة حرارة الأرض حوالى 68˚، وكان طول اليوم الأرضى حوالى 6 ساعات، وكان الغلاف الهوائى يتكون أساسا من النيتروجين، شكل (11).

شكل (11): الأرض قبل 4000 مليون سنة

أما الغلاف الحيوى فتلعب ميكانيكية التطور دورا رئيسيا فى تغيير الحياة على الأرض لتتناسب مع التغير فى الظروف المناخية والفيزيائية والكيميائية السائدة على الأرض. وينقسم تاريخ الأرض إلى قسمين، يشمل القسم الأول سبعة أثمان تاريخ الأرض ويمتد بين 4540 مليون سنة وحتى 542 مليون سنة مضت ويطلق عليه زمان الحياة المستترة أو ماقبل الكمبرى، ويتميز بأن الأرض خلاله كان غلافها الصخرى محدودا والغلاف الهوائى بقى خاليا من أى أكسيجين حر فى معظمه، وتزايد ببطء شديد حتى وصل إلى 6-10% من نسبته الحالية فى نهايته. أما الحياة فقد ظهرت قبل 3700 مليون سنة تقريبا ممثلة بكائنات ذات خلية واحدة بلا نواة تتبع السيانوبكتريا وهى قادرة على القيام بالتمثيل الضوئى، ثم ظهرت الكائنات وحيدة الخلية بنواة قبل حوالى 1500 مليون سنة من الآن تبعتها عديدة الخلايا اللاهيكلية قبل 700 مليون سنة من الآن. وقد انحصر وجود الحياة فى تلك الفترة على بحار ومحيطات الأرض وخلت اليابسة من أى أثر للحياة لعدم وجود طبقة أوزون تحمى الحياة من أشعة الشمس القاتلة.

وعندما أخذت نسبة الأكسيجين فى التزايد تكونت أكاسيد الحديد وأعطت مياه البحار والمحيطات لونها الأحمر. وقبل 3000 مليون سنة مضت كانت درجة حرارة سطح الأرض قد وصلت لحوالى 20˚ وبقى الغلاف الهوائى مكونا من النيتروجين وأصبح طول اليوم الأرضى حوالى 10 ساعات، شكل (12). وقد تعرضت الأرض خلال فترة ماقبل الكمبرى وخصوصا قرب نهايتها قبل حوالى 700 مليون سنة لفترات من انخفاض درجات الحرارة التى حولت الأرض لكرة من الثلج Ice Ball كادت أن تؤدى لانقراض الحياة كليا من عليها خلال تلك الفترات، كما أصبح طول اليوم الأرضى حوالى 21 ساعة.

شكل (12): الأرض قبل 3000 مليون سنة

أما القسم الثانى من تاريخ الأرض فيطلق عليه دهر الحياة الظاهرة أو الفانيروزوى، ويمتد بين 054 مليون سنة وحتى الآن، وينقسم إلى ثلاثة أحقاب هى حقب الحياة القديمة وحقب الحياة الوسطى وحقب الحياة الحديثة يتميز كل منها بمناخ خاص وحياة نباتية وحيوانية مميزة له، شكل (13). وفى هذا الشكل سنلاحظ وجود أربع فترات من التغطية الجليدية (الأوردوفيشى/السيلورى O/S- الكربونى/البرمى C/P-الجوراسى/الطباشيرى J/K-الباليوجين/النيوجين Pg/N) تخللتها أربع فترات من الطقس الحار، وذلك استنتاجا من نسب 18O المشع. وقد تزايد التنوع البيولوجى تدريجيا عبر دهر الحياة الظاهرة حتى وصل لحده الأقصى فى النيوجين (N) وهو القسم الأخير من عمر الأرض. كما تعرضت الحياة خلال تلك الفترة لخمسة انقراضات جماعية (Big 5) بالإضافة لخمسة انقراضات ثانوية. وفى بداية دهر الحياة الظاهرة قبل 540 مليون سنة مضت أصبحت نسبة الأكسيجين فى الهواء الجوى حوالى 17% وأصبح اليوم الأرضى حوالى 21 ساعة ونصف. وقد شهدت الأرض خلال حقب الحياة القديمة Paleozoic Era (541-252 مليون سنة مضت) تغيرات جيولوجية ومناخية وبيولوجية عميقة، حيث كانت الحياة بحرية كلية فى أوله ثم انتقلت لاحقا للعيش على اليابس لتتكون الغابات التى غطت شمال العالم فى شمال آسيا وأوروبا وأمريكا والتى تحولت لاحقا إلى طبقات من الفحم. وقد بدأ حقب الحياة القديمة بانفجار الكمبرى Cambrian Revolution وهو أسرع وأكبر تنوع للحياة فى تاريخ الأرض، حيث ظهرت عند بدايته معظم قبائل الحياة التىرفها لحدوث تغيرات فيزيائية وكيميائية وبالتالى مناخية على الأرض، شكل (14). بينما انتهت الحقبة بانقراض نهاية البرمى وهو أكبر انقراض فى تاريخ الأرض. كما شهدت تلك الحقبة زيادة فى نسبة الأكسيجين فى الغلاف الهوائى للأرض هى الأعلى على الإطلاق (31%).

شكل (13): التغير المناخى خلال زمان الحياة الظاهرة

شكل (14): الأرض فى العصر البرمى فى نهاية حقب الحياة القديمة

أما حقب الحياة الوسطى Mesozoic Era (252-66 مليون سنة مضت) فيطلق عليه عصر الديناصورات كما انتشرت فيه الصنوبريات والسراخس. كما يتميز بمناخ دافىء. وبدأت القارة العملاقة (البانجيا) فى التكسر. كما بدأ بانقراض نهاية البرمى وانتهى بانقراض نهاية الطباشيرى الذى قضى على الديناصورات. وكان مناخ الأرض فى حقب الحياة الوسطى مختلفا حيث تغير من حر إلى بارد عدة مرات، إلا أن درجة حرارة الأرض كانت أعلى مما هى عليه الآن. وكان مناخ الأرض فى العصر الطباشيرى (آخر عصور حقب الحياة الوسطى) دافئا ورطبا ولذا ذاب جليد الأقطاب وكان منسوب سطح البحر أعلى من الحالى ب 300 متر والذى استمر لعشرة مليون سنة لاحقة. وظهرت النباتات الزهرية فى نهاية الحقبة.

أما حقب الحياة الحديثة Cenozoic Era (66 مليون سنة مضت وحتى الآن) فيتميز بانتشار الثدييات والطيور والنباتات الزهرية، واستمر تفتت البانجيا لتأخذ شكلها الحالى، ويطلق عليه عصر الثدييات. كما ارتطمت الهند من أفريقيا بالأوريسيا لترتفع سلسلة الهيمالايا. ويمثل العصر الرابع Quaternary Period آخر أقسام هذه الحقبة فترة من التغطية الجليدية المترددة.

التغير المناخى والانقراضات الجماعية

يؤدى التغير المناخى لخلق بيئات جديدة تساعد فى زيادة تنوع الأحياء على الأرض، بينما تعمل الكوارث المتكررة على الأرض والناتجة عن دورات النشاط البركانى والارتطامات المستمرة للأرض بالنيازك على حدوث انقراضات واسعة وربما شاملة للحياة على الأرض.

وقد تعرضت الأرض لانقراض جماعى واحد خلال السبعة أثمان الأولى من تاريحها (ماقبل الكمبرى 4540-542 مليون سنة مضت)، بينما تعرضت لخمسة انقراضات جماعية خلال الفانيروزوى (542 مليون سنة الأخيرة من عمرها)، شكل (15)، وتتعرض الأرض حاليا للانقراض الجماعى السادس .

انقراض ماقبل الكمبرى – كارثة الأكسيجين

حدث هذا الانقراض الجماعى أثناء ماقبل الكمبرى وقبل 2400 مليون سنة بسبب مايطلق عليه كارثة الأكسيجين Oxygen Revolution، وهو مصطلح يطلق على ظهور الأكسيجين الحر ( (O2فى الغلاف الهوائى للأرض فى بداية البروتيروزوى وأدى لأن تقوم الكائنات ذاتية التغذية من السيانوبكتريا بعملية التمثيل الضوئى وتنتج الأكسيجين كناتج ثانوى. وحيث أن الحياة على الأرض قبل هذا التاريخ كانت تعيش فى بيئة مختزلة والتى تحولت إلى بيئة مؤكسدة فقد ترتب على وجود الأكسيجين الحر تسممها وانقراضها انقراضا جماعيا.

انقراضات الفانيروزوى

  1. الانقراض الأول حدث قبل 450-440 مليون سنة فى نهاية العصر الأوردوفيشى عندما انقرض 60-70% من الأنواع البحرية بسبب موجة من التثلج الشديد. وكانت الحياة كلها لافقاريات بحرية.

    شكل (15): انقراضات الفانيروزوى ونسب الانقراض فيها

  2. الانقراض الثانى حدث قبل 375-360 مليون سنة فى نهاية العصر الديفونى وأدى إلى انقراض حوالى 70% من انواع الحياة البحرية التى كانت تعيش على الأرض. ويرجع السبب الرئيسى له إلى الارتفاع المفرط فى نسبة أكسيجين الهواء الجوى والذى أدى إلى تغير المناخ والقضاء على معظم الحياة البحرية.
  3. الانقراض الثالث ويطلق عليه الموت العظيم (Great Dying) والذى حدث قبل 252 مليون سنة فى نهاية العصر البرمى، وهو أكبر انقراض جماعى للحياة على الأرض، حيث أدى لانقراض 96% من كل الأنواع التى كانت تعيش فى البحار و 70% من الأنواع التى كانت تعيش على يابس الأرض. ويرجع السبب فى هذا الانقراض إلى تغير تدريجى فى مناخ الأرض تلى بكارثة مفاجئة ترجع إلى ثورات بركانية وارتطام نيزكى وانبعاث كثيف لغازات الدفيئة، كما تكونت القارة العملاقة المسماة بالبانجيا والتى تشمل كل يابس الأرض وردمت بالتالى كل البحار البينية فيها، شكل (16).

    شكل (16): الأرض عند انقراض نهاية البرمى

  4. الانقراض الرابع حدث قبل 201 مليون سنة فى نهاية العصر الترياسى قبل قليل من تكسر البانجيا إلى الجندوانا واللوريسيا، وأدى لانقراض 70% إلى 75% من كل الأنواع التى كانت تعيش على الأرض. ويعتقد أنه حدث بسبب تغير مناخ الأرض الناتج عن النشاط البركانى الكثيف الذى كان نشطا عليها.
  5. 1. الانقراض الخامس حدث قبل 66 مليون سنة فى نهاية العصر الطباشيرى وأدى إلى انقراض 75% من كل الأنواع التى كانت تعيش على يابس أو فى بحار الأرض وعلى رأسها الديناصورات والأمونيات ومعظم الطافيات البحرية. ويوضح شكل (17) أهم سمات الأرض عند نهاية حقب الحياة الوسطى، حيث كان الهواء الجوى له تركيب كيميائى قريب من التركيب الحالى، وكان طول اليوم 23 ساعة و41 دقيقة وكان متوسط درجة حرارة الأرض حوالى 21˚م.

    شكل (17): الأرض فى نهاية العصر الطباشيرى


أ.د. عبد الجليل عبد الحميد هويدى
أستاذ الحفريات والطبقات - قسم الجيولوجيا كلية العلوم - جامعة الأزهر

أ.د. عبد الجليل هويدى

عن قسم الجيولوجيا

قسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة الأزهر يهدف إلى تقديم تعليم متميز في مجال الجيولوجيا. يسعى القسم لتزويد الطلاب بالمعارف والمفاهيم والمهارات العلمية والعامة التي تمكنهم من البحث العلمي والمشاركة في تطوير المجتمع وحماية البيئة.

About the Geology Department

The Geology Department at the Faculty of Science, Al-Azhar University, aims to provide distinguished education in the field of geology. The department strives to equip students with scientific and general knowledge, concepts, and skills that enable them to engage in scientific research, contribute to societal development, and protect the environment.